الأمم المتحدة تكرّم ضابطتين من غانا وسيراليون في مجال حفظ السلام

الأمم المتحدة تكرّم ضابطتين من غانا وسيراليون في مجال حفظ السلام
إحدى ضابطات قوات حفظ السلام في منطقة أبيي المتنازع عليها

احتفت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء بإنجازات نسائية استثنائية في مجال حفظ السلام، معلنة فوز الضابطتين شارون سيم من غانا وزينب جبلا من سيراليون بأرفع جوائزها العسكرية والشرطية لعام 2024، وذلك تقديرًا لدورهما البارز في تعزيز المساواة وتمكين النساء في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.

ومن المقرر أن تُمنح الجائزتان في احتفال رسمي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 29 مايو 2025، بالتزامن مع اليوم الدولي لحفظة السلام وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

نموذج يحتذى

حصدت "قائدة السرب" شارون سيم من غانا جائزة "مناصرة النوع الاجتماعي في صفوف العسكريين لعام 2024"، تقديرًا لجهودها المستمرة في دمج المنظور الجنساني ضمن أنشطة بعثة الأمم المتحدة في أبيي (يونيسفا)، منذ نشرها كمسؤولة عن شؤون النوع الاجتماعي في عام 2024.

وأسهمت سيم في إحداث تأثير مباشر في المجتمعات المحلية، حيث ضمنت تمثيل أصوات النساء والفتيات في مبادرات الأمن وبناء السلام. كما نظّمت حملات توعوية صحية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي وزواج الأطفال، وقادت دوريات مختلطة تعكس التنوع وتعزز الثقة بين البعثة والسكان.

وأكد وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، أن الضابطة سيم "جسدت المبادئ الجوهرية لمناصرة النوع الاجتماعي في حفظ السلام، وأسهمت في تحسين فعالية العمليات وتعزيز استجابة البعثة لاحتياجات السكان".

من جانبها، شددت شارون سيم على أن "تنفيذ سياسات النوع الاجتماعي يجب أن يكون مسؤولية جماعية، تبدأ من التنوع في فرق التفتيش والدوريات، وتمر عبر القيادات التي تصغي وتستجيب لجميع الأصوات".

من لاجئة إلى قائدة للتغيير

أما الضابطة زينب جبلا من سيراليون، فقد نالت جائزة أفضل ضابطة شرطة في الأمم المتحدة لعام 2024، وذلك لدورها الرائد في ابتكار برامج مجتمعية في منطقة تفتقر إلى خدمات شرطية فاعلة.

أطلقت جبلا برامج تعليمية موجهة للأطفال المحرومين، وأسست نظام إبلاغ مجتمعي جديد للجرائم، إضافة إلى برامج تمكين اقتصادي للنساء من خلال دعم الزراعة وتجارة الماشية، ما وفر دخلاً مستدامًا وأسهم في تحسين معيشة الأسر.

وتشغل جبلا حاليًا منصب ضابطة تدريب الشرطة الرئيسية في يونيسفا، وقد ألهمتها تجاربها الشخصية كنازحة ولاجئة خلال شبابها في سيراليون وغينيا للانضمام إلى الشرطة والعمل على تمكين النساء اللواتي مررن بتجارب مماثلة.

وأشاد لاكروا بإسهاماتها قائلاً: "جبلا تمثل ما تعنيه مهمة الأمم المتحدة فعليًا؛ تحسين الحياة، وصياغة المستقبل بعد سنوات من النزاع".

أما جبلا، فعبّرت عن فخرها بالجائزة قائلة: "هذا التكريم يعكس نضال كل امرأة ترتدي الزي العسكري تحت راية الأمم المتحدة، رغم تنوع التحديات التي نواجهها، فإن هدفنا يبقى واحدًا: حماية الضعفاء وبناء السلام".

إنجاز نسائي

يشكل هذا التكريم اعترافًا دوليًا متزايدًا بالدور المحوري للنساء في عمليات حفظ السلام، لا بوصفهن فقط عنصرَ دعم، بل كصانعات قرار ومبادِرات للتغيير المجتمعي والإنساني.

وتؤكد التجربتان في أبيي أن حفظ السلام الفاعل يبدأ بالتمكين، والمشاركة المتساوية، والحساسية الثقافية، والشمولية – مبادئ تزداد أهمية في السياقات المعقدة مثل السودان وجنوب السودان.

يذكر أن اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة يُحتفل به في 29 مايو من كل عام، ويُعد مناسبة دولية لتكريم الرجال والنساء العاملين في عمليات حفظ السلام حول العالم، ولإحياء ذكرى من فقدوا حياتهم خلال أداء مهامهم تحت راية الأمم المتحدة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية